الثلاثاء، 17 يناير 2012

مذكرات إمرآة ,. الجزء السابع

نفحات ُ ُ من الماضي

مرحلة من الفقد ِ في حياة فتاة ,,ما ..
(( عندما يكسر قلب فتاة تظل أثار الكسرِ باقية ٍ))..نسمة
كلهم يختفون أحدهم يودعك .. والأخر يخونك .. وذاك يخذلك ,, والأخر يترُّكك منتصف الطريق

 تتساءل .. لماذا ابتدأ معك  المشوار..!؟
كانت الغرفة معتمة ... سوى من بصيص ضوء يتسلل من صفحة النافذة .. كان هناك شبح

. هزيل لفتاة. متمددة .. لاشي يدل على بقائها على قيد الحياة إلا تلك العينان ... اللتان

تحدقان بالسقف دون هدف ما ..حتى الأصوات الآتية من مكان قريب كانت بالنسبة لها

كالصدى .. خطوات الإقدام ... ضحكات بعض الأطفال ... حديث أهل البيت ِ وكأنه لا يوجد

بالغرفة  المجاورة إنسان ..
ربما هم اعتادوا ... الوضع .. وطفح الكيل من معاناة .. فتاة .. مقعدة ... وهي ليست مقعدة ّ؟
بل هي شبه مقعدة .. مكث على بقائها على هذا الحال قرابة الشهران .. صامتة ... دموعها

 جافة .جفناها متقرحتان ... أعضائها مستلمة .. مخدرة ... خطواتها لا تتجاوز الذهاب

 للحمام ... فقد استهلكت كل ما تبقى لديها ... وخار عزمها ... ودموعها كنهر جف بعد طول جريان
شهران ... لم تكن تعرف كم مر من أيام وهي على تلك الحال
حتى ولجت أختها الصغيرة ... تنظر إليها بعيون متسائلة تحمل من الشفقة الكثير .

.وصوتها الطفو لي .. وهي تقول : ((زهرة  )) كما أحببت تسميتها في هذا الجزء .. لأنه كانت

كالزهرة النضرة يوما .. ما
...مضى على نومك شهران ألن تستيقظين...  .... . فلم تجبها سوى عينان .. ذابلتان .. وابتسامة

 شاحبة .. وشي بداخلها .. شهران ..شهران كان هذا وقت طويل كلمة تردد صدى  في مسامع

 وعقل زهرة
وقفزت الفتاة بنفس السرعة التي دخلت بها .وكأنها  شعرت بالضجر من كل ما يحدث .. قبل أن

 يستوقفها صوت .. ضعيف منهك ... مروة .. أريد دفتر وقلم

توقفت مروة ابنة الثماني سنوات قليلا ً... من هول الصدمة ونظرت بعيون واسعة ملؤها الدهشة

(( زهرة )) أنت ِ تتكلمين ..حتى أنها ركضت ... لتصرخ بصوت عالي ...  ماما ... ((زهرة  ))

تكلمت ..ولم تكد تكمل ما قالت حتى  حل سكون غريب  في البيت للثواني قبل أن تسبقه

 خطوات أقدام متلاحقة ... لتطل رؤوس فضولية .. تراقب باهتمام ... تتأكد من صدق ما

 قيل ... اقتربت الآم من الفتاة
حبيبتي هل فعلا ً ما قالته أختك حبيبتي وأخذت الآم تحضن أبنتها بشغف لم تحظى به الفتاة

يوما ً ... لكنها لم تجب
فتسارعت الأنظار لمروة هل فعلا تكلمت... قالت بصوت شديد الانفعال : أقسم أنها تكلمت ..

 وطلبت أيضا دفتر وقلم
توجهت الأنظار المتسائلة إلى زهرة هل فعلا ً ترغبين بدفتر وقلم .. أجابتهم بإيماء من رأسها

كما اعتدت أن  تعبر عن رفضها وقبولها
ولم تهتم .. لنظرات التوسل والاهتمام .لحثها على النطق . وأشحت بوجهها عنهم
كانت بداية  جديدة ...
لم تكن تتكلم سوى مع مروة ...
ومروة كانت سعيدة جدا بذلك
شهران مضيا ... وشهر ... كانا بصحبة دفتر وقلم
لم تكن مسبقاً تعرف هوية الكلمات .. ولا أثار وقعها .. على الصفحات .... ولا ما تحدثه من ردود أفعال لمن يقرأها  وكانت أول جملة تكتبها
عـــدت ُ... أجل عــدت ْ لكنني لم أعد كمـا كنت ..
مذكرات ...
اســتـــراحة

كم افتقد الحب   في حياتي
في صوتي في همسي في لمساتي
كم افتقد الحب
وأنت غير موجود فيها
صدقني
كم تضيع
معانيها
وتستوي الأفراح والإحزان فيها
ويصبح الليل مثل النهار
لوحة بدون خطوط أو
ألوان بيت ً بدون معالم
ولا جدران
سجن بدون قضبان
سفينة بلا ربان


ــــــــــــــــــ

تختفي الــشــمــس ويــعــم الــظـلامــ
تجف الأرض
و
تموت الأشجار ويضيع رحيق الإزهار

نعم كل هذا وأكثر
فالحياة بدونك محـال   مُــحــال
فلا تغب عني لأنك .. كالموج في بحري والمد في نهري
والانفاس التي تتردد في صدري
والابتسامة الجميلة على ثغري
ولا تسألني
هل احبك كل هذا الحب
اجل وأنت لا تدري
كم افتقد الحب في حياتي

يا شمسي ويا نجومي ويا قمري



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حلو الكلام والله ابداع وسلمت يداك